المقالة الشائعة
عناصر الداخلية القصصية القرأنية
لوضع الوظيفة المنفردة في مادة
مهارة الكتابة الثالثة
المشريف :
عارف مصطفى الماجستير التربوي
الإعداد :
همّة الاستقامة
12310079
إلى:
قسم اللغة العربية وأدبها
كلية العلوم الإنسانية
جامعة مولانامالك إبراهيم الإسلامية الحكومية
بمالانج
2014
محتويات
المقالة
صفحة
الموضوع.......................................................................... i
محتويات
المقالة........................................................................... ii
أ.
المقدمة.......................................................................... 1
ب. العرض.......................................................................... 3
1.
مفهوم
القصة............................................................... 3
2.
أنواع
القصة................................................................ 4
3.
عناصر
الداخلية القصيصية.................................................. 6
4.
قصص القرأن............................................................. 10
5.
نوع القصص القرأني ....................................................... 11
6.
عناصر القصة في القرأن..................................................... 12
ج. الخاتمة......................................................................... 15
1.
الخلاصة................................................................... 15
المراجع...............................................................................
16
عناصر الداخلية
القصصية القرأنية
أ.
المقدمة
حمدا و ثناءا لله تعالى الذي قد أنعمنا نعاما كثيرة بغير
حساب. صلاة وسلاما على مولانا الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذي ليس له
بغمّاز و لا عيّاب.
كان القرأن هو كلام الله سبحانه وتعالى المقدّس الذي دوّنه مصحفا في عصر خلافة عثمان بن عفّان رضي الله
عنه. القرأن هو الهدى للمهتدين. وهو الشفاء لكل الأذى. وهو الفرقان الذي تفريق بين
الحق والباطل. وهو الذكر الذي تذكير الناسئين.
والقرأن هو الكتاب
الذي كونه منبعا من منابع الكتب،كي يكون القرأن مكتبة شاملة لجميع أنحاء العالم و
خاصة للمؤمنين الذين يقرؤون ويفهمون أكثر كل وقت. كالمكتبة، كان القرأن علوم كثيرة
فيه مثل : علوم الدين، الذي يعلّمنا عن الإسلام والتوحيد وما يتعلق به.
مثلا علم الفقة وأصولها وعلم التفسير وماأشبه ذلك. وعلوم الطبيعية، هناك
علم الرياضيات والفزياء والكيمياء وعلم الحياة. وعلوم الاجتماعية، الذي
يتكوّن من علم الجغرفياء وعلم الاقتصاد وعلم التاريخ، ومثل ذلك. وعلوم اللغة
والأدب، الّتان تعرّفانا كيف تصوير اللغة الجيدة واللائقة، وكيف فهم اللغة،
وكيف استخدام اللغة في حياتنا اليومية كألة المواصلة في بناء حبل من الله و حبل من
الناس. لأن ولو كانت اللغة لايدوم مع الأدب كونه واستخدامه، لكن الأدب هو تطبيق
اللغة لإحسان الكلمات والجمل. وكونه يدلّ على كيفية اللغة، ويدلّ كيفية اللغة على
الجنسية كيفيّتها.
وقال
تييو(Teeuw) (1984، 21-24): أن كلمة الأدبية الإندونيسية مشتقّة من اللغة
السنسكريتية Sanskerta)) .كلمة ساس- (sas-)الجذر يعني توجيه،
والتدريس، وإعطاء توجيهات أو تعليمات. ولاحقة–ترا (-tra) تشير إلى عادة الوسيلة. لذلك أن الكلمة تمكن أن تفسر بأدوات
الأدبية للتعليم أو الدلائل أو كتب التدريس. في اللغة العربية هناك مافي الكلمة
التي تتزامن مع ساسترا (sastra)، لكن أقرب الكلمة بها هي كلمة الأداب. وبحسب المعنى الضيق،
أن كلمة الأداب تعني بيليس- ليتريس(belles-letters) أو سوساسترا،
والبادئة سو- يعني جميلة أو جيدة. كانت كلمة سوساسترا هذه في اللغة السنسكريتية و الجاوية القديمة،
وإنما هي الكلمة الجاوية أو المالاوية التي تظهر في وقت لاحق. وهي أيضا بمعنى الثقافة
أو الحضارة أو تسمى بتمدّ في العربية. الأدب كالمسودّة الخاصّة لم تعطَ إليها
مصطلح شائع في الثقافة العربية : فهو يرتبط بالتأكيد إلى إنشاء الأدب العربي فيما
يتعلق به.[1]
كما
ذكر تييو من قبل، أن الأدب لا تقتصر على شكل لغة مكتوبة ولكن هناك أيضا الأدب
الشفهي، سواء في المجتمعات التقليدية والحديثة. واللغة الأدبية هي عبارة عن سلسلة الكلمات
الجميلة التي تحتوي على الخيال الدقيقة والتصوير اللطيف، وهي من وراثة
الشعراء أو الكتّاب، بهدف إلى تشكيل الروح، وتسهيل الذوق، و الحفاظ على اللغة.[2]
من
بعض الفن الأدبي الشهير هو النثر. "النثر ماليس مرتبطا بوزن و لا قافية."[3]
والنثر هو المقال الحر الذي ليس فيه ارتباط لازمة، كوزن و قافية في الشعر.[4]
كالفنّ الأدبي، لدى النثر بعض العناصر البنائية
التي تدل على جودته، سواء المستمدة من الأدب نفسه (الداخلية) ومن خروجه المتعلقة
بها (الخارجية).
وهناك
أنواع القصص التي قد قدّمها الله سبحانه وتعالى في كلامه
القرأن الكريم. وهذا هو سبب تدغدغ قلوب الباحثة وعقولها حتى تحرّكها
لبحث عنها (القصة) من جهة عناصره البنائية الداخلية. وستركّز الباحثة على عناصر
الداخلية النثرية في هذه الدراسة، التي تتكون من: الأشخاص وتوصيفها والبيئة
والحبكة وموضوع الولاية والرسالة وزاوية النظرة القصصيّة والأسلوب.
واختارت
الباحثة عنوان هذا ليس بسبب قدرتها في هذا المجال، ولكن أرادت الباحثة لعرض
النظريات التي كانت في علم اللغة والأداب التي تُحتاج لمساعدة تحليل بعض القصص
الواردة في المكتبة الشخصية للمؤمنين، وهي القرآن الكريم والعظيم وكذلك العزيز. ولو ببطيئة ولكنه بثبات. هذا يعني، على الرغم من
أنه لا تزال هناك العديد من القيود المفروضة على الباحثة في هذا المجال، ولكن
تعتقد الباحثة أن هذه القضية تستحق أن تدرّس و نشرت باستخدام اللغة التي تمكن أن
تكون مقبولة من قِبل جمهور أصحاب الأدب العزيزة و كذلك لمن تعلم الأدب وحده.
ب. العرض
1. مفهوم القصة
ما هي القصة؟ "القصة في اللغة: الخبر و هو
القصص، و قص على خبره يقصد قصا و قصصا أورده، و القصص: الخبر المقصوص بالفتح وضع
موضع المصدر حتى صار أغلب عليه، و القصص بكسر القاف: جمع القصة التي تكتب."[5] ويقول محمود
تيمور[6]: ((القصة عرض لفكرة مرة بخاطر الكاتب، أو تسجيل لصورة
تأثرت بها مخيلته أو بسط لعاطفة اختلبت في صدره فأراد أن يعبر عنها بالكلام ليصل
بها إلى أذهان القراء، محاولا أن يكون أثرها في نفوسهم مثل أثرها في نفسه)).
للقصة معنيان، أحدهما السرد و الإخبار، وهو يقومان على
إتباع الخبر بعضه بعضا و سوق الكلام شيئا فشيئا، و ثانيهما الفن الأدبي الذي يجعل
لها ((تركيبا معينا تتحرك خلاله الشخصيات و تنمو الحوادث، و تترابط العناصر
القصصية على خطة مقصودة، و تدبير محكم من خارج حياة القصة نفسها، أي بقصد من القاص
و تدبيره و وعيه)).[7]
فأما القصة بمعناها العام أي بمعنى السرد و الإخبار فهي قديمة
قدم الإنسان نفسه، نشأت بنشوئه و روت أحلامه و تصوراته عن الآلهة و العالم و
الطبيعية و ما ورائها... و أما القصة بمعناها الخاص أي بمعنى الفن الأدبي فهي
وليدة القرن التاسع عشر أو ما قبله، ظهرت بظهور الطباعة و نشأت بنشوء القوميات و
انتشار الصحافة، ثم نمت و تطورت حتى غدت فنا أدبيا له طرائقه المختلفة و حدوده
المرسومة.[8]
"اشترط
النقاد الغربيون في القصة الحديثة أن تكون نثرا، و منهم من وضع حدا أدنى لعدد
كلماتها ((خمسين ألف كلمة))، و لكن الكتاب قلما يلتزمون بهذا التحديد."[9]
"و قد صارت القصة في الأدب
الأوروبية الحديثة أهم أنواع النثر الإنشائي و أكثرها ذيوعا، حتى لقد أصبح أدب
القصة في عصرنا هذابتحل الشطر الأكبر من الميدان الأدبي كله."[10]
"و للقصة (من حيث هي
نتاج أدبي) مزايا كثيرة أهمّها أنها تشعو القارئ، و تضطّره إلى متابعة
حوادثها و أبطالها سواء رضي القارئ من أعمالهم أم سخط. فقد وجد الأدباء أن القصة
أداة مرنة من جهة و قوية التأثير من جهة أخرى، مقبولة قبولا حسنا لدى الخاصة و العامة
على السواء."[11]
2.
أنواع القصة
"القصة نوعان، القصص الواقعي و القصص الخيالي. "فالقصص الواقعي يصف فيه القاص ما شهد أو سمع من
الواقعات ككتب الرحلات والنوادر التارحية التي تحكي في كتب الأدب عن الخلفاء و
الأمراء و القضاة و الأدباء و كبار الناس."[12]
و أما "القصص الخيالي يوضع لضرب الأمثال و الاعتبار،
أو لتصوير حال من الأحوال الإنسان أوس خلق من أخلاقه فيه موعظة أو أسوة، أو يوضع
للتفكه و التلهي و التسلي أو نحو ذلك مثل الأمثال المنسوبة إلى لقمان الحكيم عند
العرب."[13]
"و من الممكن تقسيم القصة على
حسب مقدارها. أعني من حيث الطول أو القصر إلى أقصوصة، و إلى قصة قصيرة، و هي أطول
من الأقصوصة، و إلى الرواية التي قد تطول جدا حتى تستغرق عدة مجلدات."[14]
بقي أن نشير إلى أنه كما نوّهنا في
السابق، بأن هناك نوعا من القصص يعتمد الحوادث الضحمة و المفاجآت الغريبة، من غير
ما كبير انتباه للأشخاص و نفسياتهم، كما في ((قصة الحادثة)) فإن هناك أيضا نوعا من
القصص يعتمد الشخصيات، و درس تفسيلتها، و تحليلها، و يسمونه ((قصة الشخصية)) تكون فيه الحوادث غير مقصودة
لذاتها، و إنما لخدمة الشخصيات، و توضيحها، و اظهار ما غمض من معالمها.[15]
"و مع ذلك فإن انقسام القصة إلى قصة حادثة و قصة
شخصية، لا يمتثل بهذه الحدة. و كل ما في الأمر أن كاتبا يولي الشخصية اهتماما
أكبر، و آخر يهتم بالحادثة."[16]
3.
عناصر الداخلية القصصية
عناصر الداخلية هي العناصر
البنائية
التي تدل
على جودت الفن الأدبي، وهي المستمدة من الأدب نفسه. وفي هذه البحث ستبحث الباحثة
عن العناصر الداخلية النثرية
القصصية أي العناصر في النثر (القصة) الذي
تتكون من:
يقصد بهم كل شخصية
وقعت منها أحداث، و صدرت عنها عبارات و أفكار أدت دورا إيجابيا في القصة. يصطفي
منهم المؤلف شخصية رئيسية أو أكثر، تكون محل اهتمام القارئ في تتبعه لحوادث القصة،
و أشخاصا ثناويين يظهرون و يختفون بحسب الخطوط أو بحسب ما يؤدون من أدوار تساعد
على إبراز الشخصية أو شخصيات الرئيسية.
على أن الشحصيات
ذاتها نوعان : نوع يسميه الناقدون الشخصية الجاهزة، وهي الشخصية الثابتة
التي تبقى على حالها، من البداية إلى النهاية، دون أن يحدث في تكوينها أيّ تغيّر؛
و نوع يسمونه الشخصية الناهية أو
المتطورة، و هي التي تطور من موقف إلى موقف بحسب تطور الحوادث، و لا يكتمل تكوينها
حتى تكتمل قصتها.
كل الشخصيات لها صفة.
و يعمد المؤلف إلى رسم هذه الشخصيات، فيصفها إما بطريقة الوصف المباشر الذي يحلل
عواطفها و أفكارها و يدرس نفسياتها، و إما بطريقة الوصف غير المباشر الذي يمنح فيه
الشخصية فرصة التعبير عن نفسها، فتفصح هي عن مكنوناتها بأحاديثها و تصرفاتها.
و بمقدار ما يوقف
الكاتب إلى خلق شخصياته، و جعلها كثيفة، حية، قوية الحضور، تمشي على صفحات قصته كما
تمشي على سطح الأرض، و تتفاعل مع الأحداث تفاعلا طبيعيا صادقا، يصل بها إلى
النهاية التي يفضي بها إليها واقعها في الحياة ((دون تطفل خارجي، أو تحكم من
المؤلف أو إلزم)) أقول : بمقدار ما يوفق المؤلف إلى ذلك تكون قصته ناجحة، و يكون
قد نفذ إلى قلوب قارئيه، و اجتذبهم، و وصل بينهم و بين أسخاصه وصلا يجعلهم متحدين
بهم، غير قادرين على نسيانهم.
ولن يتيسر للمؤلف
ذلك، إلا إذا ستبطن طويا أشخاصه، و تصورهم طويلا، و ((حملهم)) قبل أن ((يضعهم)) و
درس نفسياتهم، و اكتنه أسرار هذه النفسيات، ثم دمجهم في مغامرة أو درام مكسبا كلا
منهم مظهرا ماديا، و مانحه وزنا من اللحم و الدم، و لونا للسحنة، و مرونة للحركة،
و شكلا للوجه المعبّر الحيّ)) و غير ذلك مما يجعلهم متميزين بصفاتهم الحسية، أو
صفاتهم المعنوية من خلق و مزاج.
البيئة زمان القصة و
مكانها، و جوّها الذي تتموضع فيه، و كل ما يتصل بهذا الجو من ظروف و عادات، تؤثر
في أخلاق الشخصيات، و توجه تيار الحوادث. بدونها لا يستطيع المؤلف أن يوهمنا
بالحياة، و يخلق شعورنا بالواقع. و لكي يرسم الكاتب بيئته، و يوفق في ((إحضارها))
عليه أن يفهم قوانينها، و يستوعب تفاصلها الحيّة المتافعلة المتطورة، و ينفذ إلى
جوانبها المتكاملة جميعا، و بكلمة عليه أن يجهد في ((رؤيتها من الداخل)) ثم ينتخب
منها ماله علاقة بموضوعه، فيمزجه بالأحداث، و يصفه وصفا حيا ناطقا، ينقلنا إلى
زمان القصة و مكانها.
السياق يعنون به
الخطة أو الحبكة كما ذكرنا، و هو ترتيب مجرى القصة حسب تتابع الحوادث فيها إلى أن
تصل إلى الذروة ثم الحل. وللسياق
أهمية أولية في القصة إذ أنه يحفظ لها نظاما و يسيّر الحوادث حسب غرض كاتبها، و
يجعل من القصة وحدة فنية. وهذه
الحبكة تبتدئ عادة ب((مقدمة)) تنتقل منها ألى الحادثة حيث تبلغ ((ذؤوتها))
ثم تصل إلى ((الحل)) و هو النهاية أو الخاتمة.
·
موضوع
الولاية (theme):
وما دمنا بصدد بحث
الفكرة في القصة، فمن الخير أن نشير إلى معنيين يخلط بينهما بعضهم عادة و هما
المغزى و الفكرة الرئيسية. إن الفكرة الرئيسية هي التي تمثل وجهة
نظر المؤلف. و أما المغزىفهو الانفعال الأخير الذي يستشعره القارئ، أو
المعنى أو الدرس الذي يستخلصه من القصة أو الرواية.[21]
·
الرسالة
(message) :
تسمى في كتاب فن
القصة لأحمد أبو سعيد بالغاية[22].
لابد لكل قصة جيدة من هدف تسعى إلى تحقيقة، و غاية تصنع من أجلها. و هذه الغاية هي
الفكرة التي يدير الكاتب قصته كلها حولها. و هي تمثل وجهة نظره في الحياة و
تفسيره لها، و نقده لأبنائها.
إن الفن ليس هدفه فقط
أن يمتع و يسرّ، و لكن هدفه يتحدّد بمقدار ما يوفر لنا المتعت و الفائدة معا، بهذا
يتسامى الفن و يعظم أثره. و في هذا تقول الكاتبة البلجيكية نللي كورمو : ((لئن كان
بديهيا أن القصة لا غاية لها إلا هي بالذات، و لئن كان قانون كينونتها الأساسي
خاصا بها، أي جماليا محضا، فهذل لا يمنع أن معظم القراء يبحثون فيها عن معنى
الفلسفي، أو على الأقل عن خميرة أخلاقية، و نوضح فنقول : خميرة للتفكير الأخلاقي
لابناء أخلاقيا بالضرورة)).
ثم تمضي الكاتبة في
تعليل رأيها قائلة : إن من يقول أدبا، لا يعني ((نزهة)) و ÷نما ((وعيا)) و إن مهنة
الأدب تمتاز بهذه الخاصة، و هي أن صاحبها ينخرط فيها كليا، و يمارسها بأعمق أعماق
نفسه، و يصب فيها جوهر ذاته، في لحظة معينة. في مثل هذا لأثر يتبادل القارئ و
الفنان الغذاء معا دونما هدنة، و يتكاتفان، و يبرّر أحدهما الأخر، و هكذا يكون
الأثر في وقت واحد سرورا و واجبا رضي و تضحيه. و قد قال فرنسوا مرياك : ((إن قيمة
أثر ما هي بمقدار ما ينعكس فيه مصير ما)) و هذا يبرر قولنا : ((إن القصة ينبغي أن
تصدر عن فلسفة للحياة، فبفضل هذه الفلسفة تكتسب القصة لهجتها الإنسانية في أشمل
مظاهرها و أعمقها، و تستجيب لمطلب القارئ الذي ينشد خميرة للتفكير الإخلاقي)).
·
زاوية
النظرة القصصيّة
(point of view):
زاوية النظرة القصصيّة (pointofview) هي مقام المؤلف
حينما يحكي القصة أو الرواية.
الأسلوب هو الطريقة
التي يعالج بها الكاتب قصته، و يخرجها إخراجا فنيا رائعا، يملك على القارئ لبه، و
يجذب انتباهه، فيتابع سيره في قراءتها مأخوذا بما فيها من سحر و بساطة و عذوبة تشي
بها لغة الكاتب و أوصافه، و ما لديه من حلاوة قص، و مما طلة suspense تستثير القارئ و
تهيجه، و تفرحه و تحزنه، فيندفع إلى النهاية مقودا بمثل نشوة الغرام، لمعرفة
النتيجة، و الوصول إلى الحل.
هذا و إن لكل قصة
أسلوبا، إذا لم يكن لكل كاتب أسلوبه. و أسلوب المتبع في بناء القصة عامة هو
الأسلوب المبني على خطة تعرف ب((السياق)) أو ((الحبكة)).[24]
4.
قصص القرأن[25]
استخدام القرأن المثل و القصة، كما استخدمتهما سائر الديانات من قبله، و عرف ماكان لهما من
سلطان على قلوب العلمين، فخاطب به الله النبي
قائلا : ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك من هذا القرأن)) و إن من يعرف
بعد ما كان يروى عن النضر بن الحارث بن كلدة، ابن خالة النبي، و كيف كان يجلس ألى
الناس كما يجلس محمد عليه السلام، يقصّ عليهم أخبار فارس، و قصص رستم و اسفنديار قائلا لهم، و قد رأى
تأثّرهم بقصص محمد : إن محمدا يحدثكم بحديث عاد و ثمود، و ما أحاديثه إلّا أساطير
الأولين، و أنا و الله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، أحدثكم بحديث ((رستم)) و
((إسفنديار)) و أخبار الأكاسرة. ثم إذا فرغ من قصصه، قال : بماذا محمد أحسن حديثا
مني؟ أقول : إن من يعرف ماكان يروى عن
النضر هذا يعرف ولع العرب بالقصص، و شغفهم به في مستهل الدعوة المحمدية، و يعرف
كذلكأن القصص القرأني لم يكن إلّا استجابة لهذا الولع، و أن الأية القرأنية التي
نزلت تصف قصص القرأن بأنه ((هو قصص الحق)) لا يعبد أن تكون تعريضا بالنضر هذا و
أمثاله من الذين راحوا يتصدّون للدعوة النبوية، و يزعمون أنهم منافسوها في القصص،
و لا سيما النضر بن حارث الذي رووا عنه أنه هو الذي قال : سأنزل مثل ما أنول الله.
لم يكن قصص القرأن إذن سوى استجابة لما أظهره الشعب من ميول
نحو معرفة ما جرى في الزمان، أو حكي في العصور، و لذا فقد حفل القرأن بأخبار
الأولين، و قصص حوادثهم التي بنى عليها فكرته في التوجيه، و أسلوبه في الدعوة!
((فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)) ((لقدكان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)) و من هنا أمكننا
القول إن القصة في القرأن هي أول قصة في لغتنا العربية عرفت ((اللالتزام)) و حددت
((رسالة الأدب)) بمعناه الإنساني الذي يفهم الأدب على أساس وظيفته الاجتماعية التي
تدعو الناس كلهم إلى الخير و تبعدهم عما ألفوه من خلق و عادات و آراء زائفة و
عقائد و عبادات باطلة، و بأسلوب هو الغاية في تصوير الظالمين و الطاغاة و
المستكبرين و نتيجتهم التي انتهوا إليها في صراعهم مع قوي الخير و النور، و هي
نتيجة ليست تختلف عن النتيجة التي تنتهي بها القصة الشعبية في كثير من الأداب
العالمية من انتصار البطل، و القضاء على الظالم و الطاغية. اقرأ قصة إبليس أو
الشيطان مع أبينا أدم، و تامل موقف إبراهيم من أبيه و قومهم و هو يسألهم عما
يعبدون فيجيبونه أن معبودتاهم هي الأصنام، فيسألهم عما تقدمه لهم هذه الأصنام من
أنه خير، و تيسّر لهم من منافع و يعجزون عن الإجابة، و يعرفون أنه التقليد، و أنهم
ما عبدوها إلا لأنهم وجدوا أباءهم كذلكيفعلون. انظر في كل هذه السور و المواقف
القصصية تجد مصداق ما ذكرنا، تجد لونا من القصص الإنساني الموجه يدعو فيه القرأن
إلى الدين الإسلامي و مبادئه دعوة تعتمد في زلزلتها للأفكار الزائفة و العادات
السقيمة على أسلوب الخبر و الحكاية، و تستخدم أرقى الذي يقول به المحدثون منعلماء
النفس، و الذي يرونه أدعى لاستثارة العواطف، و جذب الانتباه من رصّ الحكم و
المواعظ بصورة متكلفة يكون فيها المطلب واضحا و الغرض مكشوفا.
5.
نوع القصص القرأني[26]
هناك نوعان من اقصص في القرأن : نوع يمكن أن نسمّيه القصص
التاريخي و هو القصص الذي يدور حول بعض الشخصيات التاريخية من أمثال الأنبياء و
الرسل. و نوع وصفه الشراح و المفسرون بالقصص التمثيلي، و هو النوع الذي يحتمل أن
تكون القصة فيهمن نوع التمثيل أو اتخيل[27]
و في كلا النوعين استعمل القرأن اسلوب القصة القصيرة أو الأقصوصة بمفهومها الحديث.
راجع تعريف الأقصوصة، و انظر معي قصص القرأن التارخية مثلا و كيفية صياغة القرأن
لها كقصص عاد وثمود، و نوح و الطوفان، و لوط و قومه، و عيسى و محاورة المولى له و
محاورته مع المولى. أقول : راجع معي هذه الأقاصيص تجد أن القرأن لم يعتمد فيها
جميعا على التاريخ بحسب ما جرى في الواقع أو تسلسل به الزمن تماما، و لا التزم
بتصوير الأحداث التي دارت حول شخص أو حصلت في أمة تصويرا تاما كاملا، و إنما اكتفى
منها باختيار ما يساعده على الوصول إلى مطلبه، أو التأثير الواحد المعين الذي يريد
إثارته في نفس السامع بأسلوب حمّل فيه الألفاظ من الإيحاءات الأدبية. و الإيثارات
الفنية ما جعل تلك الأحداث تخرج عن معناها التاريخي أو لأخباري إلى المعنى الأدبي
أو الفكري الذي يثير الانفعال أو يحرّك العواطف، أو يوحي بالعظة و العبرة متجنبا
تلك التفصيلات، و حاذفا منها كلوا هو ليس بحاجة إلى ذكره، المر الذي نقول به نحن
اليوم و نجعله أساسا قي بناء القصة القصيرة و طرق معالجتها.
6.
عناصر القصة في القرأن[28]
عناصر القصة في القرأن هي عناصر القصة الأدبية القصيرة
نفسها من حادثة، و أشخاص تقع لهم الحادثة، و حوار يجري بين الشخصيات.
أما عنصر الحادثة فهو العنصر البارز في الأقاصيص
التي كان يقصد منها إلى التخويف و الإنذار، كالحوادث التي وقعت لصالح مع ثمود، و
حديث شعيب و قومه، و قارون و فرعون و هامان، و خبر عيسى إذ يخلق من الطين كهيئة
الطير بإذن الله، و يبرئ الأكمه و الأبرص و يخرج الموتى؛ و هي حوادث قد اختيرت
لتلائم حال النبي في أول عهده بالدعوة، و إعلانه أنه رسول رب العلمين، القصد منها
تحديد المكذبين، و إشاعة الرعب في قلوبهم ليعدلوا عن موقفهم، و يعتبروا بالحوادث
الذي ألمـت بالأمم قبلهم، و أصابت الجماعات، حين كذبوا برسل ربهم و أنكروا آياته؛
و هي تكون أحيانا نتيجة تدخّل القضاء و القدر في القضية بإتيان الآيات، و إجراء
المعجزات الخارفة التي يطلبها القوم دليلا على صدق الدعوة و صحة الرسالة، و ذلك من
أمثال ما ورد في القصة التالية : ((إإذ قال الله يا عيسى اذكر نعمتي عليك و على
والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد و كهلا، و إذ علمتك الكتاب و
الحكمة و التوراة و الإنجيل، إذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني، فتنفخ فيها
فتكون طيرا بإذني، و تبرئ الأكمه و الأبرص بإذني، و إذ تخرج الموتى بإذني، و إذ
كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر
مبين؛ و إذ أوحيت إلى الحواريّين أن آمنوا بي و برسولي، قالوا أمنا و اشهد بأننا
مسلمون. إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربّك أن ينزل علينا مائدة من
السماء؟ قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين، قالوا نريد أن نأكل منها و تطمئنّ قلوبنا،
و نعلم أن قد صدقتنا، و تكون عليها من الشاهدين.
قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأوّلنا و
أخرنا، و أية منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين.
قال
الله أني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من
العلمين)).
و
أما الشخصيات، و هم الذين تسند إليهم الأعمال الرئيسية في القصة، و يضطلعون
بدور البطولة فيها، فقد رسمهم و تصويرهم طريق الخلق الفني، و الوصف غير المباشر
الذي يمنح الشخصية فرصة التعبير عن نفسها، فتفصح هي عن مكنوناتها، بأحاديثها و
تصرفتها، بما يتفق مع البيئة، و الظروف المحيطة، و الأزمات القائمة بين النبي و
معاصريه. و إذا في القصص القرأني شخصيات تغدو نماذج، كشخصية إبليس الذي يعتبر
نموذج للفتنة و الإيقاع بالشر،و الشخصية يوسف الذي يعتبر مثالا للجمال، و الحرص
على الوفاء لسيده، و الخوف من ربه و عدم التورّط في الإثم أمام المرأة التي راودته
في بيتها عن نفسه. و شخصية المرأة المكتملةالأنوثة (امرأة العزيز) و ما يصاحب هذه
الأنوثة من محبة للجمال و حرص على الفتنة و الإغراء، إلى غير هذه الشخصيات التي
رسمها القرأن، و صوّرها عواطفها و غرائزها الأوّلية، و مصالحها الخاصة، و عقائدها
الباطنة، و أهدافها و مثلها العلياو مواقفها الحرجة، و كفاحها ضد الشر و البهتان.
بقي
الأسلوب الذي اتبعه القرأن في رسم السخصيات و عرض الحوادث، و هو أسلوب
يستمد خصائصه من محيط القوم، و لغتهم العادية، و أحادثهم المألوفة، و طرقهم في
التخاطب و المشافهة و غير ذلك مما يساعد على تصوير الانفعال، و بعث الحركة في جمل
بهيّة منغومة تكاد ألفاظها أحيانا ترنّ، و أحيانا تقطر ليونة و عذوبة، و في حوار
يجري مع طبيعة العاطفة يمثلها قوية صاخبة أو هادئة مطمئنة. و في ما يلي مناذج من
قصص القران تمثل تطوره الفني من خبر عادي يصوّر حالة أو موقفا أو حادثة بأسلوب
مسجوع، و ألفاظ رنانة، إلى أقصوصة أخذ فيها الأسلوب يبتعد عن اسجع قليلا قليلا، و
يقترب من الأسلوب القصصي الذي يشبه أساليب الأحاديث و التخاطب، إلى قصة فنية رائعة
تكامل فيها البناء القصصي و جرى على الأيلوب الذي يبدأ بالمقدمة و يعرض الذروة ثم
ينتهي إلى الحل.
ج. الخاتمة
1. الخلاصة
·
القصة بمعناها العام أي بمعنى السرد و الإخبار فهي قديمة
قدم الإنسان نفسه، نشأت بنشوئه و روت أحلامه و تصوراته عن الآلهة و العالم و
الطبيعية و ما ورائها. و أما القصة بمعناها الخاص أي بمعنى الفن الأدبي فهي وليدة
القرن التاسع عشر أو ما قبله، ظهرت بظهور الطباعة و نشأت بنشوء القوميات و انتشار
الصحافة، ثم نمت و تطورت حتى غدت فنا أدبيا له طرائقه المختلفة و حدوده المرسومة.
·
والقصة نوعان، القصص الواقعي و القصص الخيالي. وأما تقسيم القصة على حسب مقدارها هي: أقصوصة وقصة
قصيرة، والرواية.
·
تتكون
عناصر الداخلية القصيصية من: الأشخاص وتوصيفها والبيئة والحبكة وموضوع الولاية
والرسالة وزاوية النظرة القصصيّة والأسلوب.
·
عناصر القصة في القرأن هي عناصر القصة الأدبية القصيرة
نفسها من حادثة، و أشخاص تقع لهم الحادثة، و حوار يجري بين الشخصيات.
قائمة المراجع
أ. تييو. 1984. الأدب
و العلم الأدبي. باندونج : ف.ت. دنيا فوستاكا جايا
جميل إبراهيم علوش. 2003. فصول في الكتابة الأدبية.
عمان: مكتبة المجتمع العربي للنشر.
حلم
سيف الدين. 2013. وثيقة تعليم الأدب العربي الجاهلي.
زيني دخلان إسماعل. 1959. فن القصة- الجزء الأول.
بيروت: منشورات دار الشرق الجديد.
محمد خلف الله أحمد والزملاء. 1976. الأدب والنصوص
والنقد والبلاغة. جمهور ية مصر العربية وزارة التربية والتعليم.
محمد
عرفة المغربي. 1991. القصة في الأدب العربي. مصر: مطبعة الحسين الإسلامية
25 حارة المدرسة خلف الجامع الأزهر.
Arfiandani, Mita. 2012. Proposal
Tesis, Pola Relasi Antartokoh pada Cerita Anak dalam Majalah Bobo. Malang: UM.
Drs. Aminuddin, M.Pd. 2013. Pengantar Apresiasi Karya Sastra.
Bandung: Sinar Baru Algesindo.
E. Kosasih. 2012. 1700 Bank Soal Bimbingan Pemantapan Bahasa Indonesia
SMA. Bandung: Yrama Widya.
Kamil, Dr. Sukron. 2009. Teori Kritik Sastra Arab Klasik dan Modern.
Jakarta: PT Raja Grafindo Persada.
Muzakki, Ahmad. 2006. Kesusastraan Arab Pengantar Teori dan Terapan. Malang
: UIN PRESS
[5]محمد
عرفة المغربي. 1991. القصة في الأدب العربي. ص: 15
[6]
المرجع نفسه. ص. 17
[8] المرجع نفسه.
[9] محمد خلف الله أحمد
والزملاء. 1976. الأدب والنصوص والنقد والبلاغة. ص: 213
[10]جميل
إبراهيم علوش. 2003. فصول في الكتابة الأدبية. ص : 63
[11] المرجع نفسه.
[15]أحمد
أبو سعد. 1959. فن القصة، الجزء الأول. ص :11
[18] المرجع نفسه. ص. 10
[27] و قد أضاف
الدكتور محمد أحمد خلف الله في كتابه ((الفن القصصي في القرأن)) نوع ثالثا إلى
هذين النوعين وه نوع القصص المبني على أسطورة مستندا في ذلك إلى ما ذهب إليه بعض
الأئمة الأقدمين كالإمام الرازي في تفسيره (ج 4 ص: 951) و ما قرره الأستاذ الإمام
الشيخ محم عبده (في المناسر ج 1 ص: 399) حين أفادا أن اقران اكريم يحكي من عقائد
القوم الحق و الباطل لا للحمل على الاعتقاد بهذه الأساطير، و إنما لأستخراج العظة
و العبرة و هو رأي يستحق أن يقف عنده الباحث و يناقشه لما يترتب عليهمن أمور خطيرة
و لكننا نكتفي هنا فقط بإشارتنا إليه رادين من يطلب المزيد من خبره إإلى المرجع
المذكور.
No comments:
Post a Comment